الفنون الشعبية في الإمارات العربية المتحدة

الفنون الشعبية في الإمارات العربية المتحدة تمثل جزاًء من التراث الشعبي في الإمارات, وأن تنوع واختلاف الفنون الشعبية يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد ومنها أقسام كالبحرية و البدوية و السهلية و الجبلية وكلها فنون ،مختلفة عن الأخرى ومنها ما قدم بدون إيقاعات.. وهي فنون تؤدى بشكل جماعي وفي مناسبات عديدة.

المالـــد

يعد فن “المالد” أو “المولد” أحد أشكال الأغاني الدينية الإسلامية في مجتمع الإمارات. ويتكون “المالد” من صف من الجالسين يحملون بأيديهم طبولاً ضخمة يلّوحون بها في الهواء ويضربون عليها فتنبعث نغمة موحدة يتخللها نشيد ديني يتحدث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مواجهة هذا الصف يجلس عدد من المنشدين وقد تلاحقت أكتافهم يتمايلون يميناً وشمالاً وهم يرددون وراء المنشد كلمات عن الرسول (ص) وآل الرسول(ص).

وهؤلاء المنشدون هم الجانب المكمل لهذه اللوحة وهناك ثلاثة شروط لابد من توفرها لأداء فن المالد وهي:

– أولاً: النص وهو عبارة عن منظومة طويلة موضوعها قصة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والسيرة النبوية العطرة. ثانياً: المنشد وعادة ما يكون من الفقهاء الذين تتوفر فيهم القدرة على فهم السيرة وحفظها عن ظهر قلب، وجمال الصوت وحلاوة النبرة.

كذلك لابد من أن تتوفر في صفة القيادة للفريق المؤدى للفن. ويسمى المنشد “بالنظيم”. ثالثاً: المنشدون .. وهؤلاء ينقسمون إلى مجموعتين، الأولى حملة الدفوف “الطيران” ويقومون بالضرب عليها برفقة المنشد والمجموعة الثانية ويكون عددها أكثر من المجموعة الأولى حيث يقوم أفرادها بترديد البيت الذي يمثل لازمة للنشيد كله أما المناسبات التي يقام فيها “المالد” فهي متعددة أهمها الأفراح والأعراس، ولا يكاد عرس يخلو من فن المالد”.

كذلك يقام في بعض المناسبات مثل حالات ختان الأطفال وللوفاء بالنذور. وينقسم فن “المالد” إلى قسمين، الأول وتتلى فيه السيرة النبوية وأما الثاني فهو المالد الذي يتلى فيه ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأمثال الشعبية الإماراتية

ينقسم التراث والفن عمومًا إلى تراث ملموس وكذلك تراث شفهي تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، ومن ضمن التراث الشفهي لدولة الإمارات العربية المتحدة الأمثال التي تناقلتها الأجيال والتي من ضمنها ما يلي.

  • اللي ما يعرف الصقر يشويه.
  • الطول طول نخلة، والعقل عقل اصخلة.
  •  أنت أمير وأنا أمير، من يقود الحمير؟
  •  الناس بالناس والكل بالله.
  • الديك يصقع في البيضة.
  • من عاش بالحيلة، مات بالفقر.
  • على دق الطبل ترقص المينونة.
  • لي ما يقيس قبل لا يغوص، ما ينفعه الغوص عقب الغرق.
  •  من خلاّ نفسه سبوس، لعبت به الدياي.
  • إشلك بالبحر وأهواله، ورزق الله على السيف.
  •  الصافع ينسى والمصفوع ما ينسى.

الطازج والسامري

الطازج، عبارة عن غناء يتضمن قصائد في وصف الطبيعة والحياة وكذلك عن الأحداث العامة، ويعد هذا النوع سلوى للمسافر والسائر عن وحشة الطريق، بهدف إبعاد الوحشة عن نفسه حيث يرتجل لكلماته ألحانا على طريقة غناء الموال.

اما السامري، هو فن قديم معروف في غناء أهل البادية، وفي الجزيرة العربية والخليج العربي وقد عرف أيضاً بالغناء الركباني، ففيالإمارات العربية المتحدة تغني القبائل البدوية المعروفة هذا الفن علىصوت الربابة غناء “سامر” بشكل ممتاز، بإطلاق أواخر كلمات صدر البيت وعجزه، حين إنشاده في قصيدة تلازم شطريها قافية واحدة.

 

الشعر النبطي

يعتبر الشعر النبطي أو الشعر البدوي من أكثر صور الأدب الشعبي ثراءً، وهو أحد ملامح الحياة في شبه الجزيرة العربية منذ القرن السادس عشر، وربما من قبل هذا التاريخ بكثير. وفي عصور معينة، كان هذا النوع من الشعر يمثل السجل الوحيد للأحداث التاريخية والمعاصرة في دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية قبل تطورها في العصر الحديث.

ويتعامل الشعر النبطي مع موضوعات متنوعة كالفروسية، والفخر والثناء، والنصيحة والحكمة، وغيرها.

ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من أبرز رواد الشعر النبطي ، وله مؤلفات شعرية عديدة . وقد تصدر ديوان لأشعاره باللغة الإنجليزية بعنوان “قصائد من الصحراء” قوائم أكثر الكتب بيعًا لأكثر من عامين.

الفجري

الفجري نوع من الغناء يؤدي بواسطة الغواصين في دور خاصة لهذا النوع من الغناء، وذلك في الشتاء حيث أن الغواصين لا يزاولون أي عمل في هذا الفصل عدا البناء وصيد السمك وقطع الصخور للبناء والقلافة ( أي بناء السفن)، وأغلب هذه الأعمال يقومون بها تطوعاً لمساعدة الفقراء في بناء بيوتهم أو إصلاح قارب لهم، أما صيد السمك فيقومون به لإطعام أسرهم.l وفي المساء يجتمع هؤلاء الجماعة في إحدى الدور وذلك بعد صلاة العشاء ويمارسون هذا النوع من الغناء ألا وهو (لفجري)، ويعتمد هذا النوع من الغناء في بدايته على الكورال الجماعي، ويؤدي بعضه بدون إيقاع وآخر بالإيقاع حسب نوع الأغنية، وله خمسة أنواع أساسية وكل نوع منه له عدةّ طرق في الأداء كما تختلف أنواع الإيقاعات المصاحبة .

السيع

تعد السبع أو الحدوة البحرية من الفنون الشعبية البحرية التي يتم تأديتها أثناء الأسفار ورحلات الغوص في البر والبحر والمجالس، وتختص بالأهازيج والغناء والأدعية وترديد القصائد دون الاستعانة بأي أدوات أو إيقاعات موسيقية. تجتمع الفنون البحرية تحت مسمّى النهمة، وهو غناء يقتصر على البحر والبحارة في سواحل الخليج العربي، والسبع تتفرّع من جذور النهمة، كما هو الحال في نهمة جر أو نهمة بر ونهمة تقصيره والخطيفة وغيرها.

التغرود

فن شعبي أصيل يحوي قصائد مغناة يترنم بها الفرد ويحاول المنشد فيها أن يرفع صوته ويطرب على تغريده العذب بنفسه ومعه مجموعة من المستمعين.

وينشد القوم أغاني ( التغرودة ) وهم على ظهور الهجن مرتحلين من مكان إلى آخر، أو مسافرين في رحلة تجارة، بينما النوق تخب أو تهرول وهذه تسمى بتغرودة البوش حيث الصورة النفسية للغناء الجماعي ثابتة ولا تتغير بتغيير المكان، وتتميز باستطالة حروف المد في موجة نغمية متميزة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب.

وهاك أيضاً ( التغرودة ) التي تؤدي على ظهور الخيل وتسمى بتغرودة الخيل ووظيفتها الأساسية هي حث الخيل على الإسراع وتحميس راكبيها من الفرسان وتزخر ( شلات ) تغرودة الخيل بمعاني الشجاعة والإقدام والشهامة.

فن العيالة

وهي عبارة عن رقصة يتم تأديتها بأسلوب خاص جدا ومعين ، يتمثل في تشكيل صفين من الرجال ، بنمط متقابل ، أي كل صف مقابل الصف الآخر ، وهذا حتى يستطيع أن يمسك كل رجل بيد الرجل الآخر ، وفي منتصف هذين الصفين ، يتواجد فرقة موسيقية ، تقوم بالقرع على الطبول والدفوف ، والآلات مصنوعة من النحاس تصدر أصوات ، ويقود الفرقة الموسيقية أحد الرجال ، ويقوم بحمل طبلة على شكل اسطوانة ، تعرف باسم كاسر ، فهي تعتبر واحدة من أهم الفنون الشعبية الإماراتية ، التي توضح معاني كثيرة مثل القوة والفروسية .

الحربية

هي رقصة من نوع ( العرضة ) ( والعيالة ) ( والرزيف ) وهي بالاضافة إلى أنها تؤدي أداء جماعياًً، فلأنها تقوم على جملة لحنية واحدة موزونة، ولا يصاحب الحربية أي إيقاع أو آلة موسيقية عدا أصوات البنادق في الماضي،أما أهازيج أو أشعار الحربية فغالباً ما تتسم بالطابع الحماسي، غير أن تقديم هذه الرقصة في الأعراس الشعبية أدخل عليها لا حقاً بعضاً من الحب وقصائد الغزل.

ويؤدي ( الحربية ) جمع من الرجال في صفين متقابلين يقترب كل صف من الآخر بحركة إيقاعية بين الحين والآخر أثناء أداء الرقصة، وتقوم مجموعة تحمل البنادق بأداء حركات إيقاعية بين الصفين، وفي حالة زيادة عدد المشاركين في الرقصة تنقسم الصفوف إلى ثلاثة أو أربعة حسب العدد، وغالباً ما تشترك الفتيات ( النعاشات ) مع الرجال في أداء الحربية للقيام بذات الدور الذي يمثلنه في رقصة (العيالة).

رقصة صومال

يوحي هذا الاسم إلى الصومال، حيث أن رقصة الصومال هي رقصة إفريقية تتكون من 20 شخص، يتخذون الأشخاص شكل دائرة واسعة ويحمل أحدهم طبلا مغطي بجلد الحيوانات، ويحمل شكل أسطوانة ليتم الضرب عليه بجريد النخيل، ويتمثل الرقص في فن صومال بهز الأكتاف والدوران في الوسط .